الثورة الأكتوبرية إنتصار بحق وحقيقة



14/10/2024
جاءت الثورة اليمنية المجيدة اكتوير وسبتمبر ونوفمبر انتصار لوعي وفكر وطني وارادة قوية وقيادة فذة وإدارة حكيمة،ونتيجة مسيرة نضال طويل  وكفاح مرير وتضحيات عظيمة،و تجسيدا لغايات عليا تحكمها قيم سامية  تبتغي الحق والحقيقة المجردة تعتنق، تتبنى اقامة نظام عام يسوسه العدل يسوده القانون، تتربع عرشه الحرية المطلقة على ضوء المسؤولية الوظيفية العضوية في الحياة الإجتماعية ،وهويته المواطنة المتساوية.  كانت ثورة ال14 من اكتوبر الخالدة بصمة الموضوعية في نهج العلم والعمل والتعامل بالاقناع والحوار والتكامل، ومشروع تنموي مبني على قيم التعايش والتعاون والتسامح والشراكة ووفق قواعد المساواة والكفاءة والجدارة ، مثلة منهج محايد لبناء مجتمع واستقلال وطن كامل السيادة.  جاءت ثورة اكتوبر تتويجا لنكران الذات الفردية ، وذوبان الجماعات الإجتماعية والفوارق والامتيازات الطبقية ، وانصهار الاتجاهات والمذاهب الفكرية والسياسية والثقافية،  وتلاشي الحدود النفسية والاحتماعية و الجغرافية، واندماج  الغايات والأهداف الشخصية والإجتماعية،  كل ذلك في بوتقة واحدة عولجة لتنتصر الثورة وتبنى الدولة وتتحقق المنجزات والطموحات.  جاءت الثورة الأكتوبرية  وسام شرف شعب، وتاريخ ميلاد مجتمع مجيد، وهوية وطن، ونظام حكم عادل، ودستور يراعي الحقوق والحريات وقانون يحقيق ذات الفرد وروح الجماعة وحياة مجتمع ونظام دولة  وهوية وطن.  إن ثورة  ال14 من اكتوبر قوة وعنفوان تحكمها وتوجهها القيم العليا في الحياة (الحق والحرية والعدل والسلام ) ، وتحدد مسارها غايات نبيلة (الأمن والاستقرار والتنمية )، وتحركها الإرادة والعزيمة والاصرار،  كانت قرار تغيير واقع اجتماعي مرفوض وغير مقبول ولا مرغوب فيه وتشكل واقع مغايير يتوافق وطموح المجتمع وتاريخه وثقافته وحضارته،  واقع يعيش فيه الانسان انسانيته وكرامته ووطنيته وهويته التي يعتز بها ويفتخر،  ويمارس بحرية كافة حقوقه ويحقق أمنه واستقراره وتنميته.  إن الثورة اليمنية كانت حق واستحقاق منطقية وحتمية وضرورة ملحة، لم تكن فضلة لم تكن صراع سياسي بل ثورة اجتماعية شعبية ثقافية سياسية جماهيرية اقتصادية.  ولدة ثورة ال14 من أكتوبر من رحم المعانئة وترعرعت في كبد المأسي ، نجحت في احلك الظروف وواجهة التحديات، انتصرت على اعتى القوى والمؤامرات التي استخدمت ومارست وسائل العنف والتنكيل وسياسات البطش و القمع والترهيب ، اشتعلت نارها في ارجاء الوطن وشاركت فيها كافة القوى والمناطق، فجرها رجال هانة عندهم حياة الذل والاستعباد، كماهانة عندهم قوة الشر وبطشها وجبروتها،  انجزها أبطال تاقة نفوسهم للحرية والانعتاق من الاحتلال وطمحوا بالاستقلال والحرية للوطن،  قوما هانة ووهنة في نفوسهم الحياة وتعززت في قلوبهم واستقرت في مهجهم  التضحيات فجادوا بكل غالي ونفيس فوهبوا الوطن وفدوا البلاد بالدماء الزكية والانفس النقية والارواح الطاهرة دون تردد او مماطلة هذا سبيلهم للحرية والانعتاق من الاستعمار ورفضهم الانحناء للاحتلال اوالخضوع للكهنوت،هذه طريقهم إلى الحياة الكريمة  ، وهذه مسؤوليتهم وواجبهم الوطني والاجتماعي الانساني، وهذا حقهم المشروع والمكفول في قواميس ونواميس وسنن الحياة.  كان ومازال وسيضل هذا الدرب سبيل الشرفاء والعظماء المناضلين والاحرار والثوار اللذين ينتزعون الحقوق بقوة الارادة والعزيمة ويعشقون الحرية ويهوون الموت دونها  ويعمرون الاوطان بالتضحيات بالافعال،  ويرفضون حياة الذل والهوان والهوون، هذا شعارهم فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيضوا العداء، لا يخضعوا لسافل ولا يركعوا لمحتل ولا يطأطوأ الرؤوس امام جبار وجاهل.  هؤلاء هم النحوم تهتدي بهم الشعب وتحيى بهم المجتمعات وتحرر بهم الاوطان، هم القدوة في البذل والعطاء والتضحيات… بهم انتصرة الثورة وبمثلهم تحمى الأوطان وتنتزع الحقوق وتستعاد الدولة ومؤسساتها بمثل هؤلاء وبهم فقط دون سواهم… >