الدفاع المدني ورسالته الإنسانية
الدفاع المدني ورسالته الإنسانية
 
09/06/2024

 

يخوض رجال الدفاع المدني بشكل مستمر مغامرات محفوفة بالمخاطر، و تواجههم تحديات يجتازوا  صعوبات ويقهر معوقات طبيعية وبيئية تحول بينهم وبين رسالتهم الإنسانية وواجبهم الوطني والوظيفي فيأبى رجل الدفاع المدني  إلا أن يحقق التزامه، مضحيا بسلامته واحيانا بحياته في سبيل حماية الأرواح وسلامة المواطن وانقاذه من مخاطر الحرائق والكوارث الطبيعية. 

وظائف ومهام: 

مصلحة الدفاع المدني وفروعها ، تؤدي وظيفة اجتماعية وتمارسها بمهنية، وتحمل رسالة إنسانية فتسعى دوما عبر تنفيذ برامجها و جهودها ونشاطاتها الإدارية والميدانية الوقائية والدفاعية إلى تحقيق وتعزيز السلامة المدنية في المجتمع. 
 ابتداء بالرقابة والإشراف على الالتزام بخطط ووسائل تحقيق السلامة المدنية والوقاية من الحرائق والكوارث الطبيعية في المباني والمرافق الخدمية والأجهزة والمؤسسات والمنظمات والمراكز والأسواق والمحلات والمستودعات والمخازن العامة والتجارية ،ومواطن واماكن تواجد الإنسان في الظروف غير الطبيعية المهددة حياته والمعرضة سلامته للخطر.   
وتلعب دورا مهما في مواجهة الحرائق المشتعلة هنا وهناك وتطفاء نيرانها، وتتعامل مع الكوارث الطبيعية التي تطرأ وفقا و تبعا للتغيرات المناخية والتضاريس ،  وتسعى لتخفيف وطأتها وأثارها على مستوى الوقاية بالتحذير والتنبيه وتعزيز الوعي وثقافة السلامة المدنية التي  تنشرها في أوساط أفراد المجتمع عبر الأثير ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي .
كما تضطلع بالنزول الميداني واجراء اللقاء المباشر لارشاد وتوجيه سلوك المواطنين وتعريفهم بأساليب وطرق التعامل مع الحرائق و الكوارث المختلفة، والوسائل والأدوات الخطرة، والمواد المشتعلة والسامة، والأوبئة والأمراض المنتشرة ، وإعادة نشر تلك الرسائل عبر كافة وسائلها المتاحة والممكنة الجماهيرية والمباشرة. 
ناهيك عن دور رجال الدفاع المدني المهني والميداني دوما يهرع رجال الدفاع المدني ليتواجد في مواطن وقلب الأحداث وبؤر الكوارث يقدم كل ما لديه من جهود وامكانيات وخبرات   لانقاذ الارواح وإسعاف المصابين وتحقيق السلامة، والسيطرة على مصادر الخطر والنيران ومنع انتشارها وإخلاء الأماكن المتضررة و المجاورة ،و إخلاء المساكن المهددة بالانهيار، ومنع المتهورين والمغامرين بالولوج إلى مواطن الكوارث والحرائق،والتحذير من المرور في مدارب السيول في المواسم والمناطق الممطرة، و مراقبة المسطحات المائية وحواجز المياه ومجاري السيول ووضع الإشارات واللوحات الارشادية وتحذير الأسر من مغبة أهمال الأطفال في التواجد في هذه المناطق بمفردهم  ، وإرشاد الرواد وتزويدهم بالمحاذير وإنقاذ الغريق وانتشال الجثامين، بالإضافة إلى محاصرة مناطق الاوبئة ومراقبة مواطن الحجر الصحي،  للسيطرة ومنع انتشار الجوائح والأوبئة. 

احصائيات وارقام

تعاملت مصلحة الدفاع المدني وفروعها خلال العام 2023 مع العديد من الحوادث والكوارث والحوادث حيث رصدت  544 حالة حريقا، منها 114 مسكنا، و 26 مخزن ومستودع، و 14 معملا ومصنعا، و 44 آليا مختلفة، و 30 محلا تجاريا، و 20 مرفقا عاما، و 4 مؤسسات خاصة، ومحطتي وقود، و 23 فندقا ومطعما، و 3 مخابز، و 105 أشجار وأعشاب، و 19 نفاية، و 26 حالة أخرى، و 51 مولدا وأعمدة كهربائية، و 63 بلاغا كاذبا، ونتج عنها 32 حالة وفاة، و 39 حالة إصابة.

فيما شهد إبريل الماضي 25 حادثة حريق غير عمدي في منازل ومساكن ومحال تجارية ومستودعات وغيرها، اشتعلت فتيل نيرانها بإهمال وعبث وتسيب وتجاهل عوامل الأمان وشروط السلامة،و لم تسفر اجمالا عن اي خسائر بشرية مقتصرة على الخسائر المادية.
 وأشارت الاحصائية الى وفاة 5 أشخاص في حوادث الالتماسات الكهربائية المسجلة نتيجة إهمال التعامل مع مصادر الكهرباء وأسلاك نقلها المكشوفة والاعتماد على الأدوات والأجهزة والمستلزمات الرديئة. فيما لقي 10 أشخاص مصيرهم في حوادث غرق بسيول الأمطار و آثناء السباحة في برك وحواجز السيول ومختلف الشواطئ. 
ووفقا لاحصائية أبريل فقد سجلت الشرطة 13 حادثة عبث بالسلاح واطلاق نار خطأ وانفجار ألغام و مقذوفات سحبتها سيول الأمطار من بقايا ومخلفات حرب الحوثي الارهابية، تسببت بوفاة شخصين واصابة 14 آخرين. 
فيما فارق  الحياة 7 أشخاص وأصيب 5 آخرين في حوادث سقوط  وإهمال شروط السلامة في الحياة الطبيعية و أثناء العمل في مختلف المجالات،
وشهد شهر مايو المنصرم  23 حادثة حريق،  و 16 حادثة غرق، و 9 حوادث التماسات كهربائية، 9 حوادث سقوط وإهمال أدت الى الوفاة،  و3 حوادث إصابات عمل. 

وكان الدفاع المدني قد تعامل مع الكثير من تلك الحوادث التي كلفت الكثير من الخسائر المادية طبعا نتيجة عدم الالتزام بشروط الحماية المدنية خاصة في مجال الحرائق ترتفع تلك الكلفة لعلنا نذكر هنا أبرز تلك الحوادث خلال شهر مايو المنصرم وهي حادثة حريق مركز الكوليرا مستشفى الصداقة بعدن والذي بلغت خسائره مائة وخمسون مليون ريال، وحريق محلات عقيل للتجارة بالديس محافظة حضرموت الذي خلف خسائر مادية تقدر قيمتها ثلاثين ألف دولار. 
وتتكرر حوادث الإهمال وجهل وتجاهل ومخالفة شروط السلامة، تاركتا وراءها خسائر بشرية ومادية وغير بعيد مأساة انفجار أحد منازل منطقة تهومه بمحافظة المهرة في الرابع من يونيو الجاري بسبب أهمال إجراءات السلامة في التعامل مع اسطوانات الغاز  والتي راح ضحيتها 7 أشخاص  في عدادهم 3 أطفال و3 نساء، وحالة إصابة واحدة.

رسالة أخيرة 

 انها اعمال عظيمة وجهود مضنية وخدمة مشكورة تؤديها مصلحة الدفاع المدني ورجالها في حفظ السلامة المدنية  دون كلل ولا ملل رغم الإمكانيات الشحيحة التي تعرقل سرعة  الإنجاز في بعض المهام الموكلة إليها. 
للتضحيات الجسيمة التي يجود بها رجال الدفاع المدني والجهود المبذولة في سبيل رسالته الإنسانية التحية والتقدير 
ووجوب الإسناد والتعاون منا جميعا لتعزيز العطاء وانجاز الواجب وتحقيق أهداف، فالسلامة المدنية مسؤولية اجتماعية يضطلع بها الأفراد والجماعات والمجتمع بكافة أجهزته ومؤسساته الرسمية  والمنظمات المدني،  التزاما بالإرشادات والتوجيهات والمشاركة الفاعلة في نشر الوعي وتسهيل عمل رجال الدفاع المدني والتعاون والمساعدة في تنفيذ مهامهم ووظائفهم الرقابية والتوعوية والميدانية.