وكيلا وزارة الداخلية: ذكرى 30 نوفمبر مناسبة تاريخية لاستنهاض روح الكفاح واستكمال معركة التحرير ضد مليشيا الحوثي
وكيلا وزارة الداخلية: ذكرى 30 نوفمبر مناسبة تاريخية لاستنهاض روح الكفاح واستكمال معركة التحرير ضد مليشيا الحوثي
 
30/11/2023

الإعلام الأمني:

يمثل العيد الوطني للاستقلال 30 نوفمبر نقطة فارقة في تاريخ التحرر والاستقلال اليمني، وتتجلى عظمته فيما جسده من دلالات وأبعاد في مسيرة الكفاح والنضال الوطني الطويل والشاق للخلاص من جبروت وطغيان المستعمر البريطاني، وتتويج تضحيات الثوار الأحرار برحيل أخر جندي بريطاني من جنوب اليمن.

وتزداد قيمة وعظمة هذه المحطة التاريخية في ذاكرة ووجدان جيل اليوم، نظراً للعديد من العوامل المشتركة والدروس التي استلهموها من كفاح الأجداد والآباء في ثورتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر في مقارعة جحافل الإمامة اليوم، بالإضافة إلى التضحيات الجسام والدماء الزكية الطاهرة للشهداء على دروب الحرية والكرامة التي نالها ثوار أكتوبر برحيل آخر جندي من على الأرضي اليمنية عام 1967م، ورسخ أركانها ثوار سبتمبر في العام نفسه في شمال اليمن وهم يعلنون القضاء على الإمامة الكهنوتية وإقامة النظام الجمهوري.

عيد الاستقلال تتويج لواحدية النضال

قال وكيل أول وزارة الداخلية اللواء الركن محمد سالم بن عبود الشريف لمركز "الإعلام الأمني": "إن العيد الوطني الـ"56" للاستقلال وانعتاق الشعب اليمن في المناطق الجنوبية والشرقية من وطأة الاحتلال البريطاني الذي جثم على صدر الوطن أرضا وشعبا على مدى 129 عاما، إحياء لأهداف وغايات الآباء والأجداد في مقارعة الاستبداد والاحتلال بصورته المعاصرة، وإيمانا من الأحفاد على رفض الوصاية والكهنوت، ومواصلة مسيرة البذل والعطاء في تحقيق الحرية والنظام الجمهوري و الديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

وأضاف اللواء الركن محمد سالم الشريف، أن الحقبة الزمنية التي امتدت 129 عاماً من الاستعمار الذي بدأه الإنجليز بالسيطرة على عدن في يناير1839م، وأحكموا بعد ذلك قبضتهم على مناطق جنوب وشرق اليمن، عبر تكبيل السلطنات ومشيخات القبائل المجاورة لعدن، باتفاقيات مختلفة وفرض تسميات جديدة، وربطها لاحقاً بوزارة المستعمرات بحكومة التاج البريطاني، تحت مسمى مستعمرة عدن ومحمياتها الغربية والشرقية.

وأشار اللواء الشريف إلى النظام الإمامي الكهنوتي فرط بالوحدة الطبيعية للجغرافيا اليمنية والسيادة الوطنية، ووقع رأس ذلك النظام "يحيى حميد الدين" على معاهدة سلام وتعاون مع المحتل البريطاني في فبراير 1934م، تنازل بموجبها عن حق اليمنيين في الاستقلال وإدارة شؤون بلادهم، واعترف "الإمام" ان الحماية والوصاية البريطانية على جنوب وشرق الوطن لأربعين عاماً قابلة للتجديد، مضيفاً أن النظام الملكي الشمولي مثل حاجزاً بين اليمنيين ومواكبة العصر، إضافة إلى كونه كان حامياً للاحتلال البريطاني.

وأوضح أن الثوار في اليمن تنبهوا لهذا الأمر، وأدركت الحركة الوطنية منذ وقت مبكر التلازم بين الاستبداد والاستعمار، وأن التحرر من الاستعمار في جنوب الوطن لا يمكن أن يتم ما لم يتم إسقاط الإمامة في الشمال.

تخادم الإمامة والاستعمار

خلال الفترة الزمنية للحكم الإمامي في شمال اليمن، والاستعمار البريطاني في جنوب اليمن كان تخادم وتعاون الطرفين في أعلى مستوياته، وذلك لأدراكهم ان بقاء كلاً منهما مرتبط بالأخر، وبحسب تصريح وكيل أول وزارة الداخلية، فإن إسقاط الإمامة وإعلان النظام الجمهوري في ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ والتي هب أبناء الجنوب للدفاع عنها مع إخوانهم في شمال الوطن، كان له الدور الأكبر في تفجير شرارة ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣ ضد الاستعمار، والتي توجت في الـ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧ برحيل آخر جندي بريطاني.

وأضاف اللواء الشريف أن التخادم الإمامي البريطاني صفة سياسية دبلوماسية أصيلة للأنظمة الاستبدادية والاستعمارية وحماية مصالح مشتركة وعلاقات اعتماد وجودية متجذرة في تاريخ وجغرافيا تكريس الاستبداد والاستعباد للشعوب ومصادرة سيادة الأوطان والاستحواذ على السلطة ونهب الثروة بوسائل القمع والقهر والتنكيل بالمواطنين والوطنيين وممارسة التمييز والتصنيف الاجتماعي والاعتماد على أساس قاعدة فرق تسد لإشباع النهم واستمرار السطو وفرض الأمر الواقع وتزوير الحقائق مكانا وزمانا.
 
مشيراً إلى أن المصالح والغايات والأهداف المشتركة جمعت بين أئمة الاستبداد الكهنوتي في شمال الوطن واحتلال بريطانيا لجنوبه، وقسم الوطن إلى مناطق جغرافية وقبلية وجماعات اجتماعية متعددة ومتعصبة يسهل إثارة النزاع والفتن بينها والتحكم بمصيرها والاعتماد على نشر الجهل والفقر والمرض وطمس الهوية الوطنية اليمنية المبنية على الإسلام والعروبة بمحاربة اللغة والثقافة والتاريخ، والعقيدة والشريعة والحضارة وتدميرها.

وأكد اللواء الركن الشريف أن وحدة أبناء الشعب اليمني ضد الاستبداد والاستعمار كان السبيل للحرية والاستقلال، مضيفاً أن هذا ما يجب علينا اليوم جميعا انتهاجه للخلاص من المنعطف الذي يعصف بالبلاد عبر تخادم جحافل الاستبداد ونوازع الاستعمار في حلته الجديدة، من أجل القضاء على مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ملالي طهران واستعادة وطنا وأمننا واستقرارنا واستقرار المنطقة العربية ككل.

تخليد تضحيات ثوار 14 أكتوبر

بدوره قال وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة اللواء الركن محمد مساعد الأمير لمركز "الإعلام الأمني"، إننا نحتفي اليوم بذكرى عزيزة على قلوب اليمنيين في وضع لا نحسد عليه، وهذا الاحتفاء بالذكرى  الـ"30" من نوفمبر 1967 المجيد، يأتي تخليداً لأرواح الشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجل أهداف وغايات نبيلة،  واحتراماً لتضحيات الشعب اليمني التواق للحرية، وكفاحه المسلح ضد الاحتلال و إجباره الإمبراطورية الاستعمارية التي لا تغيب عنها الشمس حينها إلى الرحيل، وإجلاء أخر جندي بريطاني عن أرض جنوب الوطن، بعد ثورة الـ"14" من أكتوبر الخالدة التي اشتعلت نيرانها من أعالي جبال ردفان بقيادة المناضل الشهيد راجح غالب لبوزة في العام 1963م.  
وأضاف اللواء الركن محمد الأمير في تصريحه لمركز "الإعلام الأمني": "نحن اليوم نحتفل بالانتصار رغم تكالب الأعداء الإماميين الكهنوتيين والهيمنة الاستعمارية التي تطل بأذرعها الخبيثة ضمن سياسة التخادم القديم الجديد بين الاستبداد والاستعمار على الرغم من مرور "56" عاما على الذكرى المجيدة، إلا أن قوى الاحتلال والاستبداد تتربص بالوطن مستحوذة على السلطة والثروة، معتمدة على سياسة فرق تسد التي قسمت المجتمع إلى فئات وجماعات متناحرة، مشيراً إلى أن المفكرون والمثقفون الأحرار والثوار اليمنيون كانوا على يقظة عالية، وبنوا انتفاضتهم وثورتهم معتمدين على وحدة الصف والهوية وجمع ولم الشتات، في إسقاط الأئمة قبل الاحتلال، تجسيداً للوحدة كهدف وغاية في ثورتهم.

سقوط الإمامة مهد نهاية الاستعمار

قال اللواء الركن الأمير، إنه بمجرد سقوط نظام الإمامة في شمال الوطن في ثورة الـ"26" من سبتمبر المجيد، ترنح الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن تحت ضربات الثورة الشعبية المجيد، وهذا كشف حجم العلاقات العميقة بينهما، والرعاية البريطانية للأئمة والتي بلغت ذروتها بالدعم اللامحدود لمحمد البدر اثناء حربه ضد ثورة سبتمبر التي أطاحت به.

وأوضح وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة إلى إننا اليوم نعيش نكسة في ظل عودة الاستبداد ودعاوى الأئمة والحكم السلالي المدعومين من النظام الإيراني ومن خلفهم قوى الهيمنة والاستعمار بحلتها الجديدة، داعياً إلى أهمية وواجب الاستفادة من الذكرى الـ"56" لعيد الاستقلال، وتوحيد الجهود ورفض الوصاية والاستبداد وتشمير السواعد وحذو سبل الآباء والأجداد في توحيد الأهداف ونبل الغايات وتحرير الوطن من شر الاستبداد والكهنوت، واستعادة الأمن والاستقرار وتسريع عجلة التنمية، وحماية والدفاع عن الحقوق والحريات، وتمكين سيادة القانون، والإسهام في تحقيق العدالة، ومقارعة الجريمة والتعصب والتطرف والإرهاب.