الثورة اليمنية: تاريخ عظيم يجسد وحدة نضال الشعب المستمر ضد الاستبداد والاستعمار
الثورة اليمنية: تاريخ عظيم يجسد وحدة نضال الشعب المستمر ضد الاستبداد والاستعمار
 
27/09/2024

الإعلام الأمني: استطلاع

واحدية الثورة مثلت أبرز معالم المرحلة من عشرينيات القرن الماضي إلى مطلع السبعينيات، واستعادة الهوية الوطنية من خلال بناء مجتمع ديمقراطي ونظام حكم جمهوري وفق القيم العليا المجسدة في الحرية، والتي تندرج تحتها بوتقة من القيم الحضارية والمبادئ السامية والغايات النبيلة والأهداف المثلى، في إطار رؤية واضحة ورسالة إنسانية.
وفي هذا الاستطلاع الصحفي نستضيف في "الإعلام الأمني" كوكبة من قيادات وزارة الداخلية الذين أبدوا آراءهم حول الثورة اليمنية الماضي والحاضر والمستقبل، والذي تم توزيعه إلى محوار متعددة بحيث يركز  المحور التاريخي الرئيسي لمسار الثورة اليمنية من حيث الثورة وتاريخها ومسارها، الأسباب والغايات، والرؤيا، والرسالة، الأهداف والمقاصد  وأبرز الأحداث.

ثورة حتمية 
يدلي رئيس جهاز المفتش العام بوزارة الداخلية اللواء الركن دكتور فائز غلاب في هذا المحور برأيه قائلا: كانت الثورة اليمنية (سبتمبر 1962، أكتوبر 1963، نوفمبر 1967) ناتجة عن تراكُم الاستبداد والاحتلال، فسبتمبر شهد نهاية حكم الإمامة في شمال اليمن وبداية الجمهورية، بينما كانت أكتوبر ونوفمبر موجهتين ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن، وكانت الأسباب الرئيسية للثورة رفض الاحتكار للسلطة والثروة من قبل الإمامة والاحتلال، ورفض الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي الناجم عن ذلك الاحتكار البغيض، المتعارض مع تطلعات الشعب نحو العدالة والحرية والاستقلال، وقد لعبت قوى وطنية وشخصيات بارزة دوراً كبيراً في إنجاح الثورة وتحقيق الاستقلال.
ويضيف مدير عام القيادة والسيطرة بوزارة الداخلية العميد أحمد الحداد، أن شرارة الثورة انطلقت بإرهاصات مطلبية مشروعة وضرورية، وواجهت الرفض والقمع والتنكيل والتصفية والتطهير، ومع كل تلك الحملات الهمجية التي شنها الاحتلال وأذنابه، ارتفعت الأصوات وبرزت للعيان حركات نضال ورفض للواقع تبلورت الاتجاهات والأفكار ونضجت، ومع اشتداد القهر والظلم وامتلاء السجون والمعتقلات والقبور، تحولت معها الآهات إلى صيحات وزئير، تدفقت معها الدماء وثارت الرجال، حيث فطنت قيادات ورجال الثورة إلى نقاط الضعف لدى الاحتلال والاستبداد، وعرفت عناصر القوة في المجتمع ووسائل الضغط، فتولّت الحركات الثورية العمل في المجالين المعنوي والمادي.

واحدية النضال
ويوضح مدير عام التدريب والتأهيل بوزارة الداخلية العميد عمار الحوشبي بالقول، كانت الثورة حتمية لما عاناه شعبنا من نظام كهنوتي متخلف في الشمال واحتلال أجنبي في الجنوب، وكانت للثورة أسبابها المشروعة، وقدر الله إنقاذ الشعب من العبودية والجهل والمرض، كما عمل الاستبداد والاحتلال كمعاول للهدم من خلال الظلم، وهي عوامل أدت إلى زوال القوى الحاكمة وسقوط الأمم والدول والحضارات، وظهور النسخة الحوثية الإرهابية والوجه القبيح للإمامة كان كافياً للدلالة على مشروعية تفجير الثورة وكسر الأغلال والانعتاق من الظلم والقهر والجوع والمرض.
وفي ذات يقول السياق نائب مدير عام البحث الجنائي يقول العميد عمر الصبيحي، إن مدينة عدن احتضنت  رجال الحركة الوطنية من الشمال في الأربعينيات، والذين أطلقوا منها شرارة العمل الثوري المعارض للإمامة في صنعاء عبر صحيفة صوت اليمن والجمعية اليمنية الكبرى وصحيفة الفضول.
وشكلت هذه المدينة مأوى آمناً للثوار استطاعوا فيه أن يجهروا بمعارضتهم ويطرحوا قضيتهم أمام المجتمع الدولي ويخاطبون الشعب في الشمال، فأصبحت عدن هي ملاذ كل خائف من الإمام فقصدها الثوار ومنهم السيف إبراهيم بن الطاغية يحيى حميد الدين الذي انضم إلى الأحرار بل إن كثير من الشخصيات المنظرة لثورة 1948م الدستورية كانت في عدن قبل الثورة ومنها عادوا إلى صنعاء بعد إعلان ثورة 1948م، ثم توقف العمل النضالي للأحرار في عدن.

تكامل الثورات
ويتحدث في هذا الإطار التاريخي العميد أحمد الحداد، مضيفاً، واصل الثوار عبر طريق واحدية الثورة والمسير والمصير مشوارهم التحرري من عدن إلى صنعاء وتعز من اعداد وتخطيط وتنفيذ حركة   1948 م،  التي نفذها الشهيد على ناصر  القردعي بالقضاء على الطاغية يحيى حميد الدين،  فيما تعرقل الأخرون في القضاء على ولي عهده أحمد في محافظة تعز والذي فر الى الحديدة ومنها الى حجة، ثم صنعاء،  أجهضت الثورة بتخام خبث الاحتلال والاستبداد الأمر الذي ساهم بعرقلة عودة الثوار من جنوب الوطن إلى صنعاء وظفر بهم الطاغية وأعدم الكثير منهم.  
وأوضح العميد الحداد أن الحركة الثورية استمرت مقدمة التضحيات وتكررت الحركات في شمال الوطن مع تصاعد الحراك في الجنوب بما يتناسب مع طبيعة القوى،  و انطلقت الحركة الثانية  من محافظة تعز على يد الشهيد الثلايا عام  1955م لكنها أجهضت أيضا مع عدم وجود الاستعدادات الكامل والموافقة عليها من قبل الثوار والمناضلين.
ومن جانبه يقول العميد عمر الصبيحي، مثلت ثورة أكتوبر انتصاراً سياسياً ومعنوياً وعسكرياً وحافزاً للجمهورية الوليدة في صنعاء التي كانت تتعرض لحرب شعواء شنها الملكيون من الحدود الممتدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي والتي كانت تنشط فيها بريطانيا وتقدم الدعم العسكري المباشر والمساعدات المالية  للمرتزقة الذيي جندتهم الملكية وقاتلوا في صفوفها ضد النظام الجمهوري في صنعاء الذي كان قد بدأ العمل العسكري ضدها من أكثر من محور.
مشيراً إلى أن تكالب قوى الرجعية من الشمال وقوى الاستعمار من الشرق والجنوب ضد الجمهورية بهدف تطويق الثورة وإفشالها، إلا أن انتصار ثورة 14 أكتوبر جاء ليمنح الجمهورية في صنعاء نصرا كبيراً شجعها على الاستمرار في مواجهة الرجعية والاستعمار حتى دحرها.