الإعلام الأمني: تقارير
ينظر اليمنيون إلى العلم الوطني بكل فخر وأعتزاز فهو يمثل بالنسبة رمزية التاريخ والإنجازات الثورية وتطلعاتهم المستقبلية ومصدر إلهام وقوة للنضال ضد الطغيان والاستبداد الحوثي الإيراني، ويذكرهم بالتضحيات العظيمة التي بذلها الأجداد في الكفاح من أجل حياة كريمة في شمال وجنوب اليمن، خلال ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.
مؤخراً عكست تصرفات جماعة الحوثي الإرهابية حالة من الهلع والارتباك، بالتزامن مع حلول الذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، وفي خطوة يائسة للحد من التعبير عن الروح الوطنية المتصاعدة في مناطق سيطرتها، أصدرت الجماعة توجيهات بمنع بيع العلم الوطني إلا من خلال محلات محددة، والتي قد تكون تابعة لهم.
جاءت هذه القرارات بعد أن أدركت مليشيا الحوثي عظمة الرمزية التي يمثلها العلم الوطني بالنسبة لليمنيين، حيث لاحظت المليشيا تزايد الطلب على الأعلام الوطنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مع تنامي الزخم الثوري في نفوس الشعب اليمني، الذين يرون في العلم الوطني تجسيدًا لآمالهم في استعادة حريتهم وكرامتهم، وهو ما يهدد الهيمنة التي تسعى المليشيا إلى فرضها بقوة السلاح.
العلم يوحد الشعب
تدرك مليشيا الحوثي ان عوامل سقوطها أكثر من عوامل بقائها، ولهذا تلجأ إلى أساليب القمع والعنف المفرط كوسيلة يائسة للحيلولة دون سقوطها، وتعمل المليشيا بكل قوتها على عزل الشعب اليمني عن هويته الوطنية، وتحاول قمع أي صوت يدعو للحرية والاحتفاء بالمناسبة الوطنية التي ترمز إلى نضال اليمنيين من أجل الحرية والكرامة، كونها تدرك جيدا بأن هذه المناسبات الوطنية ليست مجرد احتفالات، بل هي شرارة تشعل جذوة الروح الثورية في قلوب اليميين، وتحفزهم على مواصلة الكفاح للتخلص من هيمنتها واستبدادها.
إن محاولات المليشيا في إسكات الأصوات الوطنية وزرع الخوف لن تستطيع محو الذاكرة الجماعية للشعب اليمني ولا انتمائه العميق لوطنه، فكل علم يُرفع وكل مناسبة وطنية تُحتفل بها، تعيد إلى الأذهان تضحيات الأجداد وتجدد العهد بمواصلة النضال حتى التحرر الكامل.
وفي هذا السياق، أكد مدير إدارة الجودة الشاملة، العميد طاهر الحاج بوزارة الداخلية، في تصريحه لـ"الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية، أن حالة الذعر والارتباك التي تعيشها مليشيا الحوثي، بالتزامن مع الذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، وبعد عشر سنوات من انقلابها، تعكس بوضوح مدى رفض المجتمع اليمني بمختلف أطيافه لمشروع الحوثي الإرهابي، وان هذه الثورة المجيدة التي انطلقت شرارتها قبل أكثر من ستة عقود لا تزال تلهم الشعب اليمني بروح التحدي، وتجعل الحوثيين يدركون أن مشروعهم الإرهابي والعنصري والطائفي محكوم عليه بالفشل والزوال.
وأكد العميد طاهر الحاج أن الإجراءات التي اتخذتها مليشيا الحوثي الارهابية مؤخراً بمنع الشعب اليمني من الاحتفال بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر ومنع بيع العلم الوطني، تكشف مدى الخوف والرعب الذي تعيشه هذه المليشيا من التفاف الشعب اليمني حول رموزه الوطنية، مشيراً إلى أن العلم الوطني وحد كافة ابناء الشعب تحت رايته بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية أو الفكرية أو الثقافية، كما أن العلم جسد وحدة الشعب قولا وفعلا وجعله على الواقع وجعلهم
يتحركون كجسد واحد في نضالهم لتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في القضاء على مليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من إيران وتحرير كل شبر من أراضي الجمهورية.
تعزيز الانتماء الوطني
وعن مدى تفاعل اليمنيين بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي ودلالة حرصهم شراء الأعلام الوطنية، أشار العميد طاهر الحاج إلى أن المواطنين في تلك المناطق متعطشين للحياة بحرية وكرامة أكثر من غيرهم، وأن ممارسات الحوثيين وسلوكياتهم التي استهدفت طمس الهوية الوطنية على مدى عشر سنوات من الانقلاب، جعلت من العلم الوطني رمزاً أعمق للانتماء الوطني لدى هؤلاء المواطنين، حيث أصبح رفع العلم والتوشح به بالنسبة لهم وسيلة للتعبير عن الهوية الوطنية اليمنية الأصيلة والتشبث بالثورة والوطن، بعيداً عن الولاءات الشخصية أو المذهبية أو الفئوية.
وأضاف العميد الحاج، أن أبناء اليمن في مناطق الحوثي باتوا يتحدون محاولات المليشيا لطمس هويتهم الوطنية، ويرفعون العلم الوطني بفخر، في مشهد يعبر عن تمسكهم بقيم الثورة والحرية. لافتاً إلى أن هذه الممارسات الحوثية لم تقضِ على روح الانتماء الوطني، بل عززتها وزرعت في قلوب اليمنيين إصراراً أكبر على استعادة كرامتهم وحريتهم ودولتهم، بعيدًا عن سلطة المليشيا التي لا تمثل إلا أهداف وأجندة دولة إيران الفارسية ولا تمت للوطن بصلة.
وبدوره يؤكد نائب مدير عام مكافحة المخدرات العقيد محمد سند أن العلم الوطني ليس قطعة قماش، بل يمثل رمزاً يحمل في طياته تاريخ أمة، ونضال شعب، وقيم ومبادئ ثورة دفع من أجلها الآباء والأجداد أرواحهم ودماءهم الزكية ثمناً لها، ويجسد الهوية الوطنية والسيادة والحرية التي يتمتع بها الشعب اليمني، ويبقى شاهداً على كفاح الأجيال من أجل الحرية والكرامة، ليبقى الوطن شامخاً تحت رايته.
وأضاف العقيد سند في تصريح لـ"الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية، أن أبناء الشعب اليمني المتواجدين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية يعيشون تحت وطأة الظلم والطغيان والاستبداد، مع قمع متواصل لحرياتهم، لذا تمثل هذه المناسبات الوطنية الخالدة فرصة ثمينة لأبناء الوطن للتعبير عن حبهم العميق وانتمائهم للوطن، وتطلعاتهم الكبيرة لحياة تسودها الحرية والكرامة والمساواة، ويحصلون فيها على حقوقهم الكاملة، دون وجود سيد أو مشرف يسرقهم ويحرمهم من حقوقهم، أو مليشيا إرهابية تفرض وتعزز التمييز الطبقي أو العرقي بينهم.
الوطن ملك أبنائه
وعن مدى تحدي وإصرار المواطنين في المحافظات الخاضعة للاحتلال الحوثي الإيراني على الحصول على العلم الوطني والاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، يؤكد العقيد محمد سند أن هذا التحدي يمثل رسالة واضحة من أبناء الشعب اليمني إلى مليشيا الحوثي الإرهابية ومن يقف وراءها من الاحتلال الإيراني الفارسي، بأن الوطن ملك لأبنائه الحقيقيين، وهم وحدهم من يملكون حق تقرير مصيره وطريقة اختيار نظام الحكم الذي يتناسب مع قانونهم واحلامهم ومطالبهم.
مشيراً إلى أنه مهما طال الزمن، سيأتي اليوم الذي يقول فيه الشعب اليمني كلمته الأخيرة والحاسمة في وجه مليشيا الحوثي الإرهابية، كما قالها أحرار وأبطال ثورة 26 سبتمبر في وجه الحكم الإمامي البغيض، ليؤكدوا أن إرادة الشعب أقوى من أي قوى استبدادية تحاول مصادرة حقهم في الحرية والسيادة.