الإعلام الأمني: استطلاع
أصبحت ذكرى الثورة اليمنية، التي تفجرت في 26 سبتمبر و14 أكتوبر 30 نوفمبر، فرصة لتعميق الوعي بعظمتها وأهمية التضحيات التي قدمها الشعب اليمني للخلاص من النظام الإمامي والاحتلال البريطاني، هذا الوعي المتزايد يرجع جزئياً إلى تجربة اليمن الحالية مع المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، والتي أعادت إلى الأذهان قسوة الإمامة والاستبداد.
وعي متزايد بأهمية الثورة
أكد مساعد مدير عام البحث الجنائي العقيد نجيب الصالحي ل"الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية بمناسبة العيد الوطني ال62 لثورة 26 سبتمبر، أن اليمنيين اليوم أصبحوا أكثر وعياً بعظمة الثورة اليمنية التي انطلقت في 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وأهمية التضحيات التي قدمها الشعب من أجل التحرر من الأنظمة الإمامية والاحتلال البريطاني، مضيفاً أن الأجيال التالية للثورة لم تعش تلك المعاناة بشكل مباشر، مما جعلها تفتقد إلى فهم واضح لأسباب ودوافع الثورة، إلا أن ما يعيشه الشعب اليوم من تحديات أعاد إحياء الوعي بقيم ومبادئ الثورة.
وأشار الصالحي إلى أن الأسباب التي دفعت الشعب اليمني للثورة في الماضي ما زالت تتكرر اليوم نتيجة ممارسات مليشيات الحوثية الإرهابية، التي تروج لأفكار دينية متطرفة وتدعي الحق الإلهي في الحكم، مما يعيد للأذهان عصور الإمامة التي شهدت استعباد اليمنيين وحرمانهم من حقوقهم وحرياتهم.
وأوضح الصالحي أن المرحلة التي تمر بها اليمن اليوم، في ظل الميليشيات الحوثية الذراع الإيراني، أعادت إحياء الوعي الشعبي بقيم الثورة، فقد كشفت ممارسات الحوثيين عن الوجه الحقيقي للإمامة والاستبداد، مما ساهم في تعزيز إدراك الأجيال الجديدة لمدى أهمية الثورة وتضحيات الثوار، مشيراً إلى أن كلمات النشيد الوطني أصبحت تُسمع بروح مختلفة عما كانت عليه في السابق نتيجة للوعي المتزايد بمعانيها.
دوافع قوية لثورة جديدة
قال العقيد نجيب الصالحي في حديثه ل"الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية إن أي ثورة تقوم عادة لأسباب ودوافع قوية، مشيراً إلى أن الثورة اليمنية لم تكن استثناءً، فقد جاءت نتيجة لممارسات قمعية واستبدادية من قبل النظام الإمامي والاحتلال، مثل احتكار السلطة والثروات، نشر الفقر والجهل والمرض، والتمييز العنصري، مضيفاً أن الشعب اليمني عاش تحت وطأة هذه الممارسات، مما دفع الثوار للتضحية بكل غالي ونفيس من أجل تحقيق العدالة والمساواة، مشيراً إلى أن الثوار ساروا في طريق مليء بالمخاطر والتحديات، واضعين نصب أعينهم قيم الحرية والكرامة والإنسانية، وقد كانت تلك التضحيات دافعاً أساسياً لبناء مجتمع حر، وهو ما يستحقه فقط العظماء أصحاب المشاريع الوطنية والإنسانية.
وفي مقارنة بين الثورات اليمنية ونظام الاستبداد والاحتلال، قال الصالحي: "نحن نحتفل بأعياد الثورة بينما أجزاء من اليمن ما زالت تحت سيطرة ميليشيات التي تدعي الحق الإلهي في الحكم، هذه الميليشيات مارست أشكالًا شتى من العدوان على الشعب، مخلفة وراءها الموت والدمار والتهجير، فضلاً عن اعتمادها على الوهم والخرافة في تبرير ادعاءاتها.
وأضاف العقيد الصالحي أن المرحلة الحالية التي يمر بها اليمن من أخطر المراحل التي واجهتها البلاد، حيث يسعى البعض لإعادة الاستبداد وحكم اليمن بالوصاية العنصرية، موضحاً أن هذه العوامل ستخلق وعي ثوري وطني وتوحد كافة شرائح المجتمع للانتفاضة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية وتؤدي إلى تفجر ثورة جديدة تستكمل ما تبقى من ثورة 26 سبتمبر المجيدة.
توحيد الصف لتحرير الوطن
في هذا السياق، تحدث المقدم مختار الصنوي ل"الإعلام الأمني" بوزارة الداخلية عن المراحل التي مرت بها الثورة اليمنية، مشيراً إلى أن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر تمثلان محطات مضيئة في تاريخ اليمن، فقد كانت الثورة مشروعاً جماعياً للمجتمع اليمني بأكمله، انطلق من معاناة الشعب شمالاً وجنوباً ضد الاحتلال والاستبداد، الأمر الذي يجب أن يتخذه اليمنيين في المرحلة الحالية كنموذج للقضاء على مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأضاف المقدم الصنوي أن أبناء اليمن سعوا على مدى أكثر من ستة عقود إلى بناء مجتمع ديمقراطي يحكمه نظام جمهوري، قائم على الفصل بين السلطات والمشاركة المجتمعية الواسعة في الحكم، ورغم المحاولات المستمرة لتحقيق هذا الهدف، كانت هناك تحديات ومؤامرات تحاول إجهاض مسيرة الثورة ومن ضمن تلك التحديات عودة الإمامة بثوب جديد من خلال مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وقال الصنوي:"تظل قيم ومبادئ الثورات اليمنية الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر رمزاً خالداً لنضال الشعب اليمني من أجل الحرية والاستقلال، ورغم التحديات والمخاطر التي تعترض مسار الثورة اليوم، فإن الوعي المتزايد بقيمها ومبادئها يمثل القوة الدافعة لاستمرار النضال ضد كل أشكال الاستبداد والاحتلال.